واندمج جمهور الأهلي مع الزمالك!
5 اكتوبر 2015 الساعة 10:38 صباحا
هارد لك للزمالك ومبروك للنجم الساحلى التونسى تأهله إلى نهائى الكونفدرالية .. كل رياضى يختصر المباراة ونتيجتها فى تلك الجملة ، التى تعلى من قيم الرياضة . وكان أداء الزمالك ممتازا فى الشوط الثانى . لعب وتحرك وتنوعت هجماته ، وزادت قوة جبهته اليمنى بإشتراك مصطفى فتحى الذى تأخر إشتراكه .. وتألق كهربا بسرعته ومهاراته ، وأراه صفقة الموسم .. فهو لاعب يساوى عزف الكمان الصولو فى فرقة موسيقية .. فى حركته وتحركه هذا العزف الجميل .. ولكنى أنصحه هو وغيره من اللاعبين المتحمسين ، بالكف عن تلك الوعود التى يطلقونها بعد الإنتصار أو الإنكسار .. فقد قال كهربا عقب المباراة : " أعتذر لجماهير الزمالك وأعدهم بإحراز كأس السوبر " .. وماذا يحدث لو أخلفت وعدك، وهل تضمن تحقيق هذا الوعد ولماذا أصلا تعد بذلك ؟!
** تألق أيضا طارق حامد، كان يسجل ويطبع قدمه فى كل شبر بالملعب . وهو يدافع ويهاجم. يستخلص الكرة ويمررها.. أين كان طارق حامد فى الموسم الماضى ؟.. تحسن أداء حازم إمام وعمر جابر فى الشوط الثانى . أداء الفريق تحسن كثيرا فى هذا الشوط حين قرر اللاعبون أن يلعبوا الكرة ، ويتخلصوا من توترهم وعصبيتهم التى كانوا عليها فى الشوط الأول . وهو ما صبغ الأداء بالعنف والعشوائية ، وكان غريبا أن يتسبب هدف كهربا المبكر فى هذا التوتر ، بدلا من التركيز والهدوء والتمرير والإختراق .. وصحيح لم يسجل باسم مرسى ، ولكنه تحرك جيدا وفتح مساحات فى دفاعات النجم ، وهو كاد يسجل على أى حال فى الشوط الثانى .. حين فلت من حراسه بدفاع الفريق التونسى ..
** لم يخرج الزمالك من البطولة فى مباراة العودة . ولكنه خرج من سوسة .. وكان فى أسوأ حالاته فى العامين الأخيرين. فلم تعد الحسابات القديمة ، تصلح للإستناد عليها، وهى الحسابات الخاصة بما يسمى: "تحقيق أفضل نتيجة والإحتفال عند الخسارة بهدف. لم تعد البطولات القارية أسيرة تلك الفكرة التى تعتبر المباراة مدتها 180 دقيقة، شوط هنا وشوط هناك. تغيرت تلك الأفكار القديمة ، ونحن نردد ذلك منذ سنوات، فقد إنتهى زمن السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى . ربما تحدث أحيانا طفرات، إلا أن القاعدة الأن هى اللعب من أجل الفوز خارج الأرض ، وما يختلف فقط هو الأساليب وتكتيك هذا اللعب .. فكيف تهاجم خارج ملعبك، ثم تهاجم بتكتيك مختلف على ملعبك ..
** إن أداء فرق كرة القدم مثل فرق المسرح .. فكلما ارتفع مستوى العرض، علت أصوات التصفيق والإعجاب. ويحدث هذا الإندماج الراقى بين الممثلين وبين المتفرجين .. حدث ذلك فى المباراة. فلم يندمج جمهور الفريق وحده ، وإنما شاركه الكثير من جماهير الأهلى.. تجلت الروح الرياضية فى تلك اللحظات التى شعر فيها المشجعون بجدية الزمالك وروحه العالية وإقترابه من الفوز بالتأهل.. نعم بدأ الجمهور اللقاء بالشك ، وتوقع الخروج ، وبعضه انتظر هزيمة الزمالك ، إلا أنه بمضى الوقت وتوالى الأهداف حدث هذا الإندماج ، وبدا أننا أمام فريق واحد يلعب بروح واحدة ، ومن أجل هدف واحد .
** إن ماجرى على مسرح المباراة كان مثل حلم يقظة يوشك أن يكون حقيقة .. إنها دراما كرة القدم الجميلة ..
بقلم: حسن المستكاوي
المصدر: الشروق